صندوق فارغ متعدد الأغراض

 



كان يومًا ممطرًا... وهي تنظر من النافذة وفي يدها فنجان قهوة، وبجانبها كرات الشوكولاتة الملونة...

وبينما تحتسي قهوتها الداكنة وتستمتع بلذة الشوكولاتة، كانت تواصل الحديث مع أعزّ الناس إليها. ما الذي يمكن أن يكون أفضل من ذلك...

سألت: ” أليس من الجميل أن تكون عزيزاً وغالياً ؟ “. كم هو ثمين أن تراه وتسديه من حوليك.

عندها رأت صندوقاً في الخارج.

كان الصندوق مكتوب عليه” صندوق فارغ متعدد الأغراض “.

وقالت في نفسها ”أيًا كان ما تضعه في الصندوق سيتحول إلى صندوق خاص به"

إذا وضعت القمامة سيصبح صندوق القمامة...

إذا وضعت الزهور سيصبح صندوق الزهور...

إذا وضعت مجوهرات سيصبح صندوق مجوهرات...

ثم تأمّلت،

كل شخص لديه صندوق في حياته يحول نفسه إليه. حيث يقرر الإنسان ما سيصبح عليه باختياراته الخاصة.

إذن أي صندوق أنا؟

صندوق القمامة أم صندوق المجوهرات؟

أم شيء آخر؟






ليس من المهم التغيير. كل شخص بطبيعته يتغير في الحياة. التغيير مهم متى إذا كان هناك تحول وإن كان من أجل هدف ما.

عندما تتخرج من كلية الحقوق الإنسانية لا تصبح محاميًا على الفور. بل يتصرف كمحامي من خلال العمل في مكتب محاماة. يقدم نفسه للأخرين كمحامي. إذا أراد أن يكون محاميًا، فعليه أن يدفع ثمن ذلك. وعندما يطلبونه الناس كمحام، في ذلك الوقت يصبح محامياً.

في الواقع، التّحول يكون في كل شيء. عندما يولد للرجل طفلاَ لا يصبح أبًا على الفور. بعد فترة يكون أبًا حقيقيًا. وأيضاَ الشخص المدخّن كان من قبل شخصًا لا يدخن فتحول إلى شخص مدخّن. كذلك تحول الطفل إلى شخص بالغ فيما بعد...


الحياة لا تنظر إلى ما يريده أو يطلبه الإنسان ؛ بل ينظر فيما إذا قد مرّ من فتراتها أو لا.

كل شخص يُعرّف ويتسمّى باختياراته وقراراته الخاصة. ندفع ثمن الأهداف و من ثم نتحول.
 

 





عند عرض الثمن المناسب و السلوك الصحيح؛ يتحوّل الشخص عندما يتفاعل بشكل صحيح مع المراحل التي تواجهه.

المهم في هذه الحياة ليس ماهيّ الإنسان فحسب؛ بل مع ما يضيفه لنفسه و إلى ماذا يريد أن يتحول ويكون في المستقبل.

إذن، إلى ماذا تريد أن تحوّل الصندوق الفارغ المتعدد الأغراض؟


علم تصميم الخبرات: هو علم الحقيقة الذي يصمّم ويرسم حاضر الإنسان ومستقبله من خلال الاستفادة من تجارب الماضي.

يقدّم هذا العلم الاستراتيجيات الحقيقية من أجل مساعدة الإنسان على تحديد مشاكله تحديداً صحيحاً وتسهيل وصوله للحلول الحقيقية، عن طريق سلسلة من البرامج التعليميّة والتثقيفيّة منها "فن معرفة الإنسان" و "فن مهارات العلاقات" و "سيكولوجيا النّجاح" لمن يرغب في الوصول إلى السعادة والنجاح عن طريق تحقيق أهداف الإنسان وغايته.




Yorum Gönder

9 Yorumlar